1. عنوان الفيلم: The lives of others / Das Leben der Anderen
2. قصة، سيناريو وحوار: Florian Henckel von Donnersmarck – فلوريان هينكل فون دونرسمارك
3. إخراج: فلوريان هينكل فون دونرسمارك
4. إنتاج: ماكس ويدمين وكويرن برغ – Wiedemann & Berg Film Production
5. سنة الإصدار: 2006
6. الكلفة الإنتاجية ومؤشراتها: 2 مليون دولار فيلم بميزانية رخيصة نسبياً، والعائدات بلغت حوالي 77 مليون دولار حول العالم.
نبذة عن كاتب قصة الفيلم:
- فلوريان هينكل فون دونرسمارك هو مؤلف ومخرج ولد في 2 مايو 1973 في دونيرسمارك في مدينة كولونيا الألمانية.
- بعد دراسة اللغة الروسية في جامعة سان بطرسبيرج الروسية، درس العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد البريطانية.
- درس فنون الإخراج في أكاديمية السينما والتلفزيون في ميونيخ. وتشمل أفلام دونيرسمارك القصيرة فيلم "دوبيرمان" الفائز بالجوائز(1999) و"خرافات حضرية" (2001) و"دير تمبلر" (2002)، بينما يعد فيلم "حياة الآخرين" أول أفلامه الروائية الطويلة.
الشخصيات والممثلون:
شخصية هوبتمان غيرد فيسلر، أداء الممثل: أولريش موه
شخصية كريستا ماريا زيلاند، أداء الممثلة: مارتينا غيدك
شخصية جورج درايمان، أداء الممثل: سيباستيان كوخ
شخصية وزير الثقافة برونو همف، أداء الممثل: توماس ثايم
شخصية ألبرت جرسكا، أداء الممثل: فولكمار كلاينرت
نبذة حول الفيلم:
حاز الفيلم على العشرات من الجوائز المحلية والعالمين، ومن أهمها:
• 79th Academy Awards
• 61st British Academy Film Awards كأفضل فيلم بلغة أجنبية، وغيرها..
في أيلول من العام 2014 رفع 43 عنصر من الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، رسالة لقيادة الجيش ورئاسة مجلس الوزراء، يرفضون فيها متابعة الخدمة العسكرية، وجمع المعلومات عن الفلسطينيين سواء كانو منخرطين في العمل العسكري أم لا، لأن هذه المعلومات قد تؤذي أشخاص أبرياء، وأحد هؤلاء الجنود قال بأن مشاهدة فيلم حياة الآخرين كانت واحدة من الأسباب المؤثرة على قرارهم.
المؤرخ والناقد السينمائي كاري ريكي، يعتقد بأن فيلم حياة الآخرين إلى جانب فيلم المحادثة لفرانسيس فورد كوبولا، أثروا على القرار الذي إتخذه إدوارد سنودن بتسريب تفاصيل مشروع بريسم للصحافة الأمريكية.
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في مقابلة له مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية، وبعد إنتشار خبر التنصت على محادثاته صرح قائلاً: " هذا ليس مشهداً من فيلم حياة الآخرين، عن ألمانيا الشرقية ونشاط جهاز الستازي. القصة ليست عن ديكتاتور يواجه خصومه السياسيين، إنها فرنسا"، تضاعفت مبيعات الصحيفة بعد هذا التصريح.
فكرة الفيلم كما قال دونرسمارك خطرت له خلال التحضير لصف السيناريو، كان يستمع للموسيقى حين إستعاد مقولة لمكسيم غوكي يقول فيها بأن المعزوفة المفضلة عند لينين كانت معزوفة Appassionata لبيتهوفن. وروى غوركي الكلام التالي عن لينين:
"غالباً إنني لا إستطيع الإستماع للموسيقى، فهي تثير أعصابي، وتدفعني لقول أشياء تافهة ولطيفة، والتربيت على رؤوس من يعيش في هذا الجحيم القذر. ولكن اليوم ليس علينا التربيت على الرؤوس، إنما علينا نضربهم على رؤوسهم بدون أي رحمة، وفي الحالة المثالية نحن ضد إستخدام العنف ضد الناس. يا له من مكتبٍ جهنمي".
وأكمل دونرسمارك لمراسل النيويورك تايمز قائلاً: "فجأة رأيت صورة في رأسي لرجل يجلس في غرفةٍ كئيبة، يضع السماعات على أذنيه، ويتنصت على من يفترض أن يكون عدواً للدولة ولأفكاره، والذي يسمعه حقيقةً كان موسيقى لطيفة أثرت فيه وحركت مشاعره.
والإفتتاحية للفيلم كانت في سجن هوهنشُنهاوزن (Hohenschönhausen) والذي كان يستعمل من قبل الستازي (جهاز البوليس السري في ألمانيا الشرقية)، والذي تم تحويله بعد سقوط جدار برلين إلى نصب تذكاري.
ملخص قصة الفيلم:
تدور أحداث الفيلم في فترة ما قبل سقوط جدار برلين، حيث كانت تعيش ألمانيا الشرقية الاشتراكية بكل صورها. في ظل هذه الظروف بدأ بعض المفكرين الناقدين للاشتراكية بالدفاع عن أفكارهم سراً عن طريق المنشورات، أو المسرحيات المتضمنة للمفاهيم المعادية للاشتراكية تلميحاً. وكان بعضهم يسافر هارباً إلى ألمانيا الغربية هرباً من النظام وقسوته. في المقابل كانت حكومة ألمانيا الشرقية تستجوب المفكرين وتخضعهم لعمليات الرقابة كاملة في المنزل والعمل.
تبدأ أحداث الفيلم بتحقيق مع أحد أصدقاء من هربوا إلى ألمانيا الغربية يقوم بالتحقيق دكتور في الجامعة العسكرية (فيسلر) والذي يُدرِّس بدوره أساليب التجسس والإستخبارات.
يتم تكليف الضابط فيسلر بمراقبة الكاتب مسرحي (درايمان) وصديقته، يغلب الظن على إشتراكه في عمليات تحريض ضد الأفكار الاشتراكية، غير أنه وبعد طول مدة المراقبة بدأ بالاقتناع بما يفعله درايمان وبما يؤمن به، حينها يبدأ بإخفاء أخباره في التقارير المقدمة عنه. تصل القصة لذروتها عندما يقوم فيسلر بإخفاء دليل الإدانة، الآلة الكاتبة التي كان درايمان كتب عليها مقال لصحيفة دير شبيغل، عن إخفاء حالات الإنتحار التي تحصل في ألمانيا الشرقية، مما تسبب بضجةٍ إعلامية كبيرة، أدىَّ هذا الأمر لأن تحوم الشبهات حول فيسلر لكونه الضابط المسؤول عن عملية مراقبة درايمان.
يتعرض فيسلر للإقصاء وتحويله لعملٍ هامشي يتمثل بفتح الرسائل المراد مراقبتها من خلال البخار. يظل على هذا الحال أعواماً حتى يسقط جدار برلين وتعلن الوحدة الألمانية. يكتشف الكاتب من خلال وزير الثقافة السابق أنه كان مراقباً، ويستغرب عدم إلقاء القبض عليه، على رغم من عمله ضد الدولة، ثم يبدأ بالبحث في الملفات والتقارير التي وضعت في الأرشيف للعامة بعد الوحدة، ويكتشف أن القائد المسؤول عن مراقبته هو من أخفى أدلة إدانته عبر تغيير محتوى التقارير المكتوبة عنه. يذهب درايمان للبحث عن فيسلر ويجده، ولكنه لا يتحدث معه، ولاحقاً بعد سنتين يكتب رواية من خلال وثائق المراقبة التي حصل عليها، والأحداث التي عاشها طوال فترة مراقبته، ويضع الإهداء في الصفحة الأولى لفيسلر، ولم يكتب إسمه الحقيقي ولكنه إستعمل إسم فيسلر الذي عرف فيه في جهاز البوليس السري (الستازي).
الانطباع الشخصي:
قصة الفيلم ترتكز بشكلٍ أساسي على شخصيتين:
فيسلر الضابط في جهاز البوليس السري، ومهمته مراقبة درايمان الكاتب المسرحي، الذي يحمل أفكاراً معادية للدولة، وباقي الشخصيات الموجودة تدور في فلك هاتين الشخصيتين، شخصية فيسلر تخضع لصراع داخلي مبدئي حول صحة العمل الذي يقوم بها، وصوابية الأفكار التي يحملها درايمان ويناضل لأجلها.
يخضع فيسلر لصراع داخلي عميق يؤدي به في النهاية، ليخسر مركزه ويصبح على هامش المجتمع الأمني في دولة إشتراكية تدور في فلك الإتحاد السوفياتي. شخصية فيسلر هي الشخصية المتغيرة، تركيبة الشخصيات غير معقدة، ليس فيها تحولات سريعة ومفاجئة، إخراج الفيلم يرتكز بشكلٍ أساسي على تطور شخصية فيسلر وتفاعله مع الأحداث التي تجري مع درايمان، في السياق العام، الحركة الأكبر موجودة لدى درايمان (شخصيته ثابتة وغير متغيرة)، أما حركة فيسلر فهي أقل بحكم إضطراره للتواجد أغلب الأحيان في غرفة المراقبة، فهنا نجد نموذج حركي نفسي متعاكس، حركة فيزيائية أقل تغير سمات أكثر، حركة دائمة تغير سمات أقل، الإضائة العامة للفيلم أقرب لضوء النهار مما يعكس جو مريح خلال المشاهدة، يضاف إلى ذلك إستعمال الكاميرا الثابتة في معظم المشاهد، مما يساهم في عكس عملية التحول الفكري في شخصية فيسلر بشكل هادئ وغير عنيف.
فيلم غير عنيف ولكن لا ينصح بمشاهدته بوجود الأطفال، لإحتوائه على بعض المشاهد الغير مناسبة لهم، لا بد من دراسة تأثير الفيلم في العالم الغربي بشكلٍ وافٍ. الفترة الزمنية التي تدور أحداث الفيلم خلالها، هي فترة الحرب الباردة وقبيل سقوط جدار برلين بعدة سنوات، فيجب عدم إغفال هذا الأمر لمعرفة الأحداث الأبرز التي كانت تحصل في أوروبا الشرقية في ذلك الحين.
أنصح بمشاهدته ولكن مع تحييد التأثير المحتمل للدعاية السياسية.
مراجعة محمد إسماعيل الصغير